طريقك .. إلى القرب

طريقك .. إلى القرب

خلق حميد ، وجوهر لطيف ، يستهوي القلوب ويستثير الإعجاب والتقدير ، فاقده إلى الشقاوه أقرب وعن السعادة أبعد ،
لا يستحضر أن موطئ قدمه قد وطئه آلاف الأقدام >>>، فاقده ثقيل الطباع يرى لنفسه الفضل على غيره

.. إنـه التـواضــ‘ ـع

التواضع هو : معرفة المرء قدر نفسه وتجنب الكبر الذي هو بطر الحق وغمط الناس .. قال عروة بن الزبير رضى الله عنهما :
رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على عاتقه قربة ماء ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، ألا ينبغي لك هذا ،
فقال : ( لما أتاني الوفود سامعين مطيعين - القبائل بأمرائها وعظمائها - دخلت نفسي نخوة ، فأردت أن أكسرها ،
وقد مر بعض المتكبرين على مالك بن دينار ، وكان هذا المتكبر يتبختر في مشيته فقال له مالك : أما علمت أنها مشية
يكرهها الله إلا بين الصفين ؟ فقال المتكبر : أما تعرفني ؟ قال مالك : بلى . أوّلك نطفة مذرة ، وآخرك جيف قذرة ، وأنت فيما
بين ذلك تحمل العذرة ، فانكسر وقال : الآن عرفتني حق المعرفة ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" ما من آدمي إلا في رأسه حكمة بيد ملك ، فإذا تواضع قيل للملك ارفع حكمته ، وإذا تكبر قيل للملك : دع حكمته " صحيح الجامع الألباني .

سبيلك إلى التواضع : 1) اعترفي بخطئك وإن حدثتك نفسك أن الاعتراف قد يضع من قدرك ، وفي المقابل اقبلي عذر من اعتذر إليك .

2) تواضعي مع من هو دونك سواء كان أصغر سناً أو أقل قدراً فقد يكون أسلم منك قلباً أو أقل ذنباً أو أعظم قرباً إلى الله .

3) احذري من أن يعظم عملك في عينك ولذا قال بعض السلف : لو أعلم أن الله قبل مني تسبيحه لتمنيت أن أموت الآن ! *
عند سماعك للنصيحة تواضعي .. * واحذري أن يدعوك الشيطان لردها وسوء الظن بالناصح .. * وتذكري مقولة عمر بن الخطاب "
رحم الله امرئ أهدى إلى عيوبي " . * جربي أن تخرجي من منزلك .. فلا تلقي مسلماً إلا رأيتِ له عليكِ فضلاً .

تواضع تكن كالنجم لاح نناظر على صفحات الماء وهو رفيع

ولا تكن كالدخان يرفع نفسه إلى طبقات الجو وهو وضيع